مع ازدياد القوى العاملة حول العالم، أصبحت متطلبات الحصول على وظيفة وفرص العمل أكثر صعوبة، وللأسف، أكثر ندرة أيضًا. فمعظم الخريجون الجدد يتساءلون كيف يُطلب ويٌتوقع منهم أن يتمتعوا بأربع سنوات من الخبرة بعد فترة بسيطة من دخولهم سوق العمل؟
من هنا تأتي أهمية الوظائف الصيفية التي تسمح للطلاب باكتساب بعض الخبرة في سن مبكر، وتساعد على غرس سمات إيجابية في نفوسهم مثل الحس بالمسؤولية والتدبير والاستقلالية ومهارات الاتصال، التي بدورها يمكن أن تقلل من السلوك غير السوي بشكل عام.
تحدد المملكة فئة الشباب على أنها تضم الأشخاص الذين يبلغون بين 15 و34 عاماً. ويشكل الشباب حوالي 36.7٪ من إجمالي السكان، و47٪ من القوى العاملة في المملكة (أي حوالي 1.5 مليون شخص) بحسب إحصاءات عام 2019، علمًا انّ نسبة طلاب الدراسات العليا وطلاب الجامعات الجدد (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًاً) لم تتعد نسبتهم 6.2٪ من القوى العاملة في المملكة.
على الرغم من الأثر الإيجابي الذي شهدته المملكة على سوق العمل بين عامي 2015 و2019، حيث ارتفع معدل المشاركة بنسبة 4.4٪ وانخفض معدل البطالة بنسبة 11.5٪، إلا أنّ عدد المراهقين العاملين لا يزال ضئيلاً إلى حد ما. ونظراً لكون فئة الشباب تشكل غالبية السكان في المملكة، فإن تمكينهم سيؤدي إلى العديد من الآثار الإيجابية على المدى الطويل، مما سيساعد المملكة بدوره على تحقيق أهداف عملية التحول في رؤية 2030.
تجربة صيفية متكاملة
لاحظت تام غياب النشاطات الصيفية، التي قد تفيد الشباب السعودي وتسهّل انتقالهم من المدرسة إلى العمل. لذلك، قررت تام عام 2020 تولي مهمة سد هذه الفجوة من خلال إطلاق مبادرتها "101 تجارب صيفية" والمكونة من دورات متعددة قد تساعد الطلاب في اكتشاف اهتماماتهم المهنية المستقبلية أو حتى في الاستمتاع وتعلّم مهارات جديدة خلال فصل الصيف.
في البداية، وضعت تام هوية المبادرة من الألف إلى الياء. وشمل ذلك تسمية البرنامج وهيكلة وتصميم الشعار وأيقونات الدورات، والأهم من ذلك كله، تصميم الموقع الإلكتروني الذي يمكن للطلاب المهتمين بالبرنامج تقديم الطلبات من خلاله. ثم جاءت مهمة اختيار أنواع الدورات والمدربين، وكان العثور على خبراء ماهرين مستعدين لتثقيف الشباب حول مجال خبرتهم عملاً يسيراً - فمن منا لا يرغب في التباهي بإنجازاته العملية بطريقة أكاديمية؟
تم اختيار 9 مدربين لهذه المبادرة، وتراوحت الموضوعات بين أساسيات صنع القهوة وخبز المعجنات، وإنشاء المحتوى، والتقديم التلفزيوني، وصناعة الأفلام. وبناءً على اختيارات ومتطلبات المدربين، تم عقد الدورات عبر الإنترنت وحضوريًا، مع وجود حد أقصى لعدد الحضور؛ بدء بـ 3 أشخاص ثم وصل إلى 40، ثم العدد الأقصى الذي تسمح به الخوادم (غير محدود).
بعدها، حان وقت إطلاق البرنامج والإعلان عن بدء قبول الطلبات. لهذا الغرض، قامت تام بإنشاء حساب خاص بالمبادرة على تويتر لنشر التحديثات والمعلومات الشيقة بانتظام. وبهدف توسيع نطاق الوصول، قام المدربون بإعادة تغريد البعض من تغريدات حساب 101 تجارب صيفية وتحميل مقاطع فيديو ترويجية خاصة بهم لجذب انتباه الجمهور والمهتمين.
حصدت هذه الخطوة حوالي 60,000 مشاهدة و45,000 زيارة للموقع الإلكتروني، مما زوّد الجمهور بجميع تفاصيل الدورات، مثل الموضوعات والمهارات المكتسبة وتوقيت ومكان عقد الدورات. وبعد تقديم الطلبات عبر الموقع الإلكتروني، تمت تصفيتها لتحديد تلك التي تناسب المعايير التي حددتها تام مع المدربين.
"بدأت اليوم تجربة جدًا جميلة في مهارات التقديم المسرحي والتلفزيوني مع الأستاذ الراقي والمبدع ياسر السقاف. تجربة جميلة والفائدة أجمل.. كل الشكر لفريق 101 تجارب صيفية." - محمد السحيب، مشارك في دورة التقديم المسرحي والتلفزيوني. (منشور تويتر)
وكانت النتيجة مشاركة 645 من الشباب في جميع الدورات التدريبية، وكانت الدورات المفضلة لديهم هي إنشاء المحتوى والطباعة ثلاثية الأبعاد والفنون المرئية (مثل المسرح وصناعة الأفلام والتقديم التلفزيوني). وساهم تنوّع خلفيات وأعمار المشاركين في إنشاء بيئة تعليمية تفاعلية وممتعة، مما سمح لهم باكتساب المعلومات والمعرفة المرغوبة لدى انتهاء البرامج.