كان قطاع الضيافة السعودية أحد القطاعات التي تضررت عام 2020 بعد أن علقت الدولة جميع إجراءات السفر والسياحة جراء وباء كوفيد19-. ولكن على الرغم من مساوئ الوضع، كان له بعض الفوائد. فقد أعطي قطاع السياحة فرصة لإعادة النظر في عملياته وإعادة تقييمها.
قبل وضع أهداف رؤية المملكة 2030 لتنويع الاقتصاد، والتي تضمنت توسيع قطاع السياحة وتعزيزه، كان القطاع يعتمد بشكل رئيسي على السياحة الداخلية والحج. نظرًا لتدفق ملايين الحجاج سنوياً لأداء فريضة الحج وحدها، لم تكن الدولة تحتاج فعلًا إلى تنويع قطاع السياحة حتى بعد إعلان الرؤية، على الأقل في المنطقة الغربية.
يعتبر الحج أحد أكبر التجمعات البشرية في العالم. فبعد وصول 3.16 مليون حاج عام 2012، حققت المملكة عام 2019 رقماً قياسياً عندما شهدت مدينة مكة المكرمة وصول أكثر من 2.5 مليون حاج. ولكن هذا التدفق للحجاج لم يمتد إلى عام 2020، إذ حددت المملكة عدد الحجاج الذين يمكن استقبالهم بـ 1000 حاج فقط بسبب الوباء.
ومع ذلك فقد أعطت هذه الخطوة المملكة الفرصة لتحسين وتجديد مساعيها في مجال السياحة والضيافة. فقد بدأت بالتحديد في تعزيز برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي تم إطلاقه عام 2018 كجزء من هدف رؤية 2030 بـ"إحداث نقلة نوعية في تجربة الحج والعمرة".
ضيافة الحجاج والمعتمرين
كان الهدف الرئيسي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن عند التعاون مع تام عام 2020 هو تمكين مزودي خدمات الحج والعمرة من خلال تطوير وتعزيز المعرفة القائمة على الابتكار والبنية التحتية لتوحيد أقسام البرنامج والموظفين، مما يسمح لهم بتصميم وتنفيذ وإطلاق مبادرات وخدمات قوية تركز على الحجاج. بعد موافقة البرنامج، بدأت تام عملية تخطيط مشروع منهجية التركيز على ضيوف الرحمن.
يتألف المشروع من 6 مسارات عمل أولية؛ تبدأ بتحليل مستوى تبني تجربة البرنامج التي تركز على ضيوف الرحمن. ويتكون التحليل من بحث ثانوي وميداني تم إجراؤه من خلال جهد تعاوني بين تام وممثلي قسم البرنامج، مع الاستفادة من المقابلات والدراسات الاستقصائية والتقارير السابقة وثلاث ورش عمل.
تمكن فريق تام من جمع معلومات كافية حول الفجوات الموجودة في المهارات ورؤية أصحاب المصلحة للانتقال إلى الجولة الثانية من المشروع. تضمّن ذلك تحديد المناطق التي تحتاج إلى التطوير من خلال استخدام أداة قياس نضج القدرات الخاصة بـ تام.
ساهمت النتائج في تسهيل الخطوة الثالثة للمشروع، والتي تضمنت تحديد وتطوير منهجيات تجربة ضيوف الرحمن الكاملة والأدوات والمبادئ التوجيهية. وتضمنت منهجية تصميم المبادرات عنصرين أساسيين: البوصلة والخريطة. وقد تم إنشاؤها كدليل تفصيلي لتحسين جودة المبادرات والخدمات، لضمان استعدادية المصممين لأي متطلبات أو تحديات قد تنشأ فيما بعد.
وبعد أن أصبح للبرنامج منهجية وديناميكية واضحة، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات التي تدعم تصميم المبادرات الجديدة وإطلاقها، انتقل المشروع إلى المرحلة الرابعة، التي تمحورت حول تطوير محتوى موحد وقاعدة هيكلية لجميع عناصر برنامج خدمة ضيوف الرحمن وإرشاداتها وحملات التوعية الخاصة بها. وشمل ذلك بناء منصة "صنع الذكريات" المخصصة للبرنامج والتأكد من ملئها بالكامل بالمحتوى التعليمي القائم على التوعية. فقد تم تحميل 15 مقطع فيديو مليء بالمعلومات، بالإضافة إلى 38 أداة تفاعلية تحفز الابتكار.
ثم قامت تام بتصميم معسكر تدريبي لمدة ثلاثة أيام لموظفي البرنامج. واشتمل التدريب على مقدمة عن البوصلة ومكوناتها الأساسية واستخدامها، لضمان نجاحها وقدرة الموظفين على تشغيلها. حضر الدورات التدريبية اليومية 52 فرداً من 9 أقسام مختلفة من برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وقد تمحورت الدورات حول عدة مواضيع مثل الأساسيات والتوقعات، والاكتشاف والتصميم والمبادرة.
"من النادر أن يجلس المرء لساعات طوال في ندوة وهو يشعر بالحماس. كان هذا البرنامج الأول من نوعه حيث كنت مستمتعاً به طوال الوقت". - مشارك في البرنامج التدريبي.
ختاماً، دخل جزء التوعية حيز التنفيذ. فقد عقدت تام 11 ورشة عمل مكثفة تدور حول المسارات ذات الأولوية لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن لاختبار المنهجية وتوليد الأفكار للمبادرات. وشهدت الندوات مشاركة 15 قطاعاً مختلفاً و171 مبادرة حديثة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت ورش العمل التفاعلية هذه في بناء صورة إيجابية عن البرنامج وتعزيز دوره كمحرك ومحفز للقطاع.