قد نتظاهر في بعض الأحيان بأنّ عام 2020 لم يحدث، ولكن لا نستطيع إنكار أننا مررنا فعلا بهذا العام، الذي كان صعباً على المستوى العالمي ككل جراء ظهور وباء كوفيد-19 وفرض مختلف أنواع القيود على الناس حول العالم. وأصبح متنفّسنا الوحيد هو القدرة على التواصل مع أحبائنا والترفيه عن أنفسنا من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
أعلنت المملكة أول منع تجول في الأيام الأولى من شهر مارس، وامتد في معظم المدن لأربعة أشهر، أي شهر يونيو، وهو ليس بالأمر السهل. ولجأ الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليشعروا بالراحة والطمأنينة بأنهم لا يواجهون كل ذلك وحدهم.
فقد ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة بنسبة هائلة بلغت 15٪ (4.3 مليون شخص) بين عامي 2019 و2020، و1.3 مليون آخرين بين عامي 2020 و2021. أما بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، فقد ارتفع عدد مستخدميها بمقدار 2 مليون مستخدم (8.7٪) بين 2019 و2020، ويتوقع أن تبلغ هذه النسبة 8٪ خلال العام التالي. إضافةً إلى ذلك فقد ارتفع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي من 72٪ في عام 2020 إلى 79.3٪ بحلول عام 2021.
التعويض عن التباعد الاجتماعي بتنمية المشاعر الإيجابية
مع هذا الإقبال الكبير على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، برزت الحاجة إلى إيجاد طرق لإبقاء المتعة في نفوس الناس. لذلك، عقدت تام شراكة مع وكالة التسويق الإبداعي السعودية مديد في عام 2020 للتوصل إلى طرق للقضاء على الرتابة والضجر التي سببتها الإجراءات الاحترازية ومنع التجول من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين.
وتحت شعار الحملة الوطنية السعودية "كلنا مسؤول"، ﺗم إطﻼق ﺗﺣدﯾﺎت العزلة ﻟﺧﻟق روح ﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ وﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ. تولى 16 مؤثرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مهمة بناء التحديات، وخرجوا بـ16 مهمة لمتابعيهم ليقوموا بإكمالها وإرسالها إلى أصدقائهم، تنوعت بين التعليم والتسلية.
كانت التحديات الأكثر شيوعاً هي تلك التي دفعت الناس إلى القيام بشيء مثمر وتعليمي، مثل مشاهدة (TED talks)، ومتابعة دورات عبر الإنترنت، وكتابة قصائد أو قصص قصيرة حول العزلة، وممارسة الطهي والزراعة المنزلية. وركزت تحديات أخرى على المرح والتضامن الجماعي، مثل إيجاد طرق إبداعية للترفيه عن الأطفال أو تعلم فن تحضير القهوة أو حتى مجرد إنشاء منشور مضحك.
"في الرابع من ابريل ومع بداية الحظر تم الإعلان عن #تحديات_العزلة، وقمت بالمشاركة بتحدي الدكتور محمد الحاجي ولم أكن انتظر اي مقابل للمشاركة، بالعكس هو من حمسني لإنهاء الدورة التي قمت بالتسجيل بها،’... واليوم يصلني الإيميل الذي أدخل السعادة إلى قلبي. #شكرا فريق تحديات العزلة وشكرا محمد الحاجي". - معين بنجر، مشارك في تحديات العزلة. (منشور تويتر)
منح أكثر من 9,000 مشترك خيار إكمال أحد التحديات أو جميعها قبل الموعد النهائي في 23 أبريل ونشره على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم تحت وسم #تحديات_العزلة. ونشرت مقاطع الفيديو المقدمة على موقع تحديات العزلة وحصدت أكثر من 600,000 مشاهدة وأكثر من 470,000 زيارة.
كان هذا المشروع يهدف إلى تحفيز المشاركة مع المجتمع لمساعدته على تجاوز الأوقات الصعبة التي نتجت عن الوباء. ولا شك أن الترفيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ساعد على عدم انهيار العالم بالكامل. وقد ساهمت مشاريع مثل تحديات العزلة بتقريب الناس من بعضهم البعض، مما ساهم في الحد من الشعور بالوحدة والعزلة والبعد.